إعلان

التابوت المذهب الكبير للملك توت عنخ آمون

التابوت المذهب الكبير للملك توت عنخ آمون

كان توت عنخ آمون أو الفرعون الذهبي كما ذاعت شهرته عالمياً هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر من الدولة الحديثة.
يعدّ توت عنخ أمون من أشهرالملوك الفراعنة بسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل وكذلك بسبب وفاته في ريعان شبابه مما يعد لغزاً يثير فضول الكثيرين. دفن توت عنخ آمون في مقبرته الشهيرة – مقبرة 62– بوادي الملوك، والتي تم اكتشافها في نوفمبر 1922بمعرفة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم كله.
تبلغ أبعاد غرفة دفن الملك حوالي 6م × 4م، وبها التابوت الأصلي المستطيل الشكل المصنوع من حجرالكوارتزيت، وتزين أركانه المعبودات الحاميات الأربعة ناشرة أجنحتها لحماية التابوت وما به، وكان هذا التابوت يضم بداخله ثلاثة توابيت تتخذ شكل الملك في الوضع الأوزيري.
التابوت الذهبي الداخلي:
تابوت من الذهب الخالص (وزنه 4‚110 كجم) على شكل مومياء، عثر عليه بداخل التابوت الأوسط، وكان ملفوفا بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود الآن بالمتحف المصري بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء

التابوت المذهب الأوسط:
وجد بداخل التابوت المذهب الخارجي، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسواً في أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وهو موجود الآن بالمتحف المصري بالتحرير.

التابوت المذهب الخارجي (الكبير): 
التابوت مصنوع من الخشب المذهب ويمثل الملك على هيئة المعبود أوزير، اليدان مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر تمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء. أبعاد التابوت: 223,5 سم طول، 8‚83 سم عرض، 5‚105 سم ارتفاع.

بعد نقل التابوتين الأوسط والداخلي للعرض بالمتحف المصري بالتحرير، تُرك التابوت المذهب الخارجي بالمقبرة منذ اكتشافها عام 1922، وحتى نقله إلى المتحف الكبير يوم 12 يوليو 2019، وذلك لترميمه وحمايته من عوامل التلف التي تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين في نسيج مترابط وسيناريو متناغم في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه
بعد القيام بفحص التابوت المذهب الخارجي بعناية شديدة بالمقبرة بوادي الملوك، تبين أن هناك ضعف شديد وشروخ وتساقط في طبقات الجص المذهبة خاصة في الغطاء والقاعدة، مما يتطلب تدخل سريع لإجراء عمليات الترميم في بيئة مناسبة. لذلك، وبعد التنسيق مع شرطة السياحة والآثار، وبعد تغليف التابوت بواسطة أخصائيي الترميم من وزارة الآثار، وبعد الإطمئنان على تأمين سبل سلامته أثناء عملية النقل، واستخدام وحدات مضادة للاهتزاز أثناء النقل، تم نقله إلى المتحف المصري الكبير. ثم حُفظ التابوت بقاعة العزل بالمتحف المصري الكبير يوم 14 يوليو 2019 ولمدة سبعة أيام. وبدأت مرحلة تعقيم التابوت يوم 22 يوليو 2019 لاستكمال الخطة الموضوعة للترميم والتي تشمل أيضاً إجراء بعض الفحوصات والتحاليل (غير متلفة لمادة الأثر)، وفي ضوء نتائج هذه الفحوصات تتم أعمال التنظيف الميكانيكي والتنظيف الرطب، ثم تتم عمليات إعادة تثبيت الطبقات المتساقطة في أماكنها الصحيحة، ثم التقوية الشاملة للتابوت. ومن المتوقع أن تستغرق أعمال الترميم حوالي ثمانية أشهر.