تعد مقبرة سيتى الأول الأطول والأعمق والأكثر جمالًا ضمن مقابر وادي الملوك. كان سيتي الأول (حوالي 1294-1279 ق.م) هو الملك الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، وأب الملك العظيم رمسيس الثاني. وحملت مقبرته رقم 17 في وادي الملوك كما سميت أيضًا بـ "مقبرة بلزوني" نسبة لمكتشفها.
مثل المقابر الأخرى في وادي الملوك، تم تزيين مقبرة ستي الأول بنصوص جنائزية مختلفة، كان هدفها ضمان انتقاله الناجح إلى العالم الآخر. وكانت مقبرة سيتى الأول هي الأولى التي يتم زخرفتها كاملة بالنصوص. وتتميز المناظر والنقوش البديعة بالجودة والدقة والتي اشتهر بها عهد سيتي الأول. ومن بين النصوص الجنائزية التي نقشت بالمقبرة نصوص أناشيد رع وكتاب الإيمي دوات أي "ما هو موجود بالعالم الآخر" وكتاب البوابات، بالإضافة إلى قصة هلاك البشرية والمشاهد الفلكية الرائعة التي تزين سقف حجرة الدفن الخاصة به والتي تحاكي سماء الليل.
من الناحية المعمارية كان محور المقبرة متعرجًا بعض الشيء والذي ساد في عصره. تنتهي المجموعة الأولى من الممرات والأروقة الهابطة إلى حجرة الأعمدة الأولى، ثم مجموعة أخرى من الممرات الهابطة المقطوعة في أرضية الغرفة في الجدار المواجه ولكن عبر محور مختلف، إلى حجرة الدفن. وتضم المقبرة عددًا من الخصائص الجديدة والفريدة من نوعها، فعلى طول نفس محور المجموعة الأولى من الممرات نرى مدخلًا يؤدي إلى إحدى الحجرات، ربما كان القصد من هذا هو دفع المتسللين إلى الاعتقاد بأن هذه كانت حجرة لدفن الملك. كما كانت حجرة دفن مقبرة سيتي الأول هي الأولى ذات السقف المقبب. ولعل العنصر الأكثر إثارة هو ذاك الممر الذي يبدأ عند أرضية حجرة الدفن وينحدر أكثر إلى عمق الأرض. ويعتقد أن هذا الممر الغامض يربط بين طقوس سيتي الأول وطقوسًا خاصة بقوى بدائية بالعالم السفلي.
في عام 1821، تم عرض نماذج ملونة لعدة حجرات من مقبرة سيتي الأول في القاعة المصرية في صالة معرض بيكاديللي في لندن. أتاح هذا المعرض الذي أقامه مكتشف المقبرة جيوفاني باتيستا بلزوني لمختلف الزائرين رؤية إحدى مقابر مصر القديمة، حيث استحوذت تلك المقبرة على خيال الناس وأصبحت واحدة من المعالم الأثرية الأولى المسئولة عن جذب انتباه الناس إلى مصر القديمة.
الأحد
الإثنين
الثلاثاء
الأربعاء
الخميس
الجمعة
السبت
06:00 صباحا
05:00 مساء