القاهرة
يُعتبر من أقدم جوامع العصر المملوكي. شرع في بنائه الظاهر بيبرس البندقداري (658- 676هـ/ 1260- 1277م) على مساحة تبلغ حوالي ثلاث أفدنة تقريبًا (12.600 متر مربع)، وذلك في عام (665ھ/1266م)، وظلت الشعائر تقام فيه فترة طويلة.
يتكون الجامع من صحن أوسط يحيط به أربعة أروقة أكبرهم رواق القبلة. كان يغطي المنطقة التي تتقدم المحراب قبة بُنيت على غرار قبة الإمام الشافعي ولكنها سقطت. يضم الجامع ثلاثة مداخل، يعلوها النص التأسيسي للجامع.
شهد الجامع العديد من الأحداث والتغيرات على مر العصور التاريخية؛ تم تحويله أثناء الحملة الفرنسية (1798- 1801م) إلى قلعة عسكرية حيث اتخذوها حصنًا لهم ووضعوا المدافع أعلى الجدران وجعلوا من مئذنته برجًا إلى أن تهدمت. وفي عام 1812م نُقلت بعض من أعمدة الجامع إلى جامع الأزهر لبناء رواق الشراقوة "طلاب إقليم الشرقية". كما حوله الاحتلال البريطاني إلى مخزن للمهمات الحربية ثم مذبحاً حتى عام 1915.
قامت لجنة حفظ الآثار العربية منذ عام 1918م بعمل بعض الإصلاحات والترميمات في رواق القبلة وأجزاء أخرى بالجامع. تعاون المجلس الأعلى للآثار مع دولة كازخستان لترميم الجامع ؛ فبدأت أعمال الترميم عام 2007م حتى عام 2010م، ثم استكملت مرة أخرى عام 2018م، وتم الانتهاء منها عام 2022م. اشتملت تلك الأعمال على ترميم العناصر المعمارية والفنية وكذلك أعمال الأسقف الخشبية، فضلًا عن أعمال تدعيم الأساسات والأعمال الإنشائية، بالإضافة إلى تثبيت منسوب المياه الجوفية. كما تم ترميم الخندق الخارجي وتركيب الأرضيات الحجرية والرخامية بصحن وأروقة الجامع وتنسيق الموقع العام. وقد عُثر أثناء أعمال الترميم على صهريج أسفل صحن الجامع.