مقعد ماماي السيفي

مقعد ماماي السيفي

أنشأه الأمير ماماي السيفي عام (901هـ/1496م)؛ وهو أحد أمـراء المـماليك الذيـن عاصـروا حـكم السـلـطان قايتبـاي (872-901 هـ / 1467 - 1495 م)، وابـنه النـاصـر محمــد (901-903هـ/1495-1497م). كان ماماي يشغل وظيفة الجمدار وهو المسؤول عن ملابس السلطان، ثم تولى وظيفة الساقي الخاص بالسلطان، كما ظهر في الرنوك الخاصة به (رنك البقجة ورنك الكأس) على عقود الواجهة والمدخل الرئيسي لمقعده الشهير.

عُرف أيضًا بمقعد بيت القاضي، حيث اتخذه القاضي والمحكمة الشرعية مقرًا في العصر العثماني. نستطيع أن نستدل من الشواهد المعمارية أن المقعد كان في الأصل جزء من قصر الأمير ماماي، لكن لم يتبق سوى المقعد الذي تدل فخامته وكبر حجمه على مدى فخامة وسعة القصر نفسه.

يعد مقعد الأمير ماماي ذو تصميم معماري مميز، حيث تكتنف كتلة المدخل الرئيسي من الجهة اليمنى حاصل عبارة عن فتحة معقودة بعقد مدبب، أما الجهة اليسرى فنجد ثلاثة حواصل مماثلة، يعلو هذا الجزء بائكة خماسية العقود يتوجها رفرف خشبي. بينما يفضي المدخل الرئيسي إلى ردهة تؤدي بدورها إلى قاعة المقعد الصيفي الرئيسية، وهي عبارة عن قاعة مستطيلة ذات سقف خشبي جميل من براطيم (ألواح خشبية) ذات زخارف ذهبية وملونة، وأسفلها إفريز خشبي يزينه زخارف كتابية.

خضع مقعد ماماي السيفي لأول عملية ترميم بين عامي 1901 و 1909م من قبل لجنة حفظ الآثار العربية، والتي استهدفت إصلاح سقف وسطح المقعد. كما قام المجلس الأعلى للآثار بترميم المقعد ليستعيد رونقه من جديد ضمن افتتاح آثار شارع المعز عام 2010م. وفي عام 2018م تم استكمال أعمال صيانة وترميم للمقعد في إطار الحملة القومية التي دشنتها وزارة الآثار عام 2015م لإنقاذ 100 مبنى أثري بالقاهرة التاريخية.

الموقع