يُعد هذا المنزل من الأمثلة الفريدة للعمائر السكنية بمدينة القاهرة، حيث يجمع بين مميزات الطرازين المعماري والفني في العصرين المملوكي والعثماني. يرجع تاريخ إنشائه إلى العصر المملوكي. كما قام بتجديده الأمير "مثقال السودوني الظاهري" ثم السلطان "قايتباي"، ثم سكنته "زينب خاتون" في العصر العثماني عام 1195هـ/1780م فعُرف باسمها.
كانت زينب خاتون جارية لــ "محمد بك المغربي"، ثم تحررت وتزوجت من الأمير “حمزة الخربوطلي” وأصبحت أميرة ولُقبت بــ (خاتون)؛ وهي كلمة فارسية تعني "المرأة الشريفة الجليلة" .
يتكون المنزل من فناء مكشوف تلتف حوله الوحدات المعمارية، ودور أرضي وطابقين؛ يشتمل الدور الأرضي على قاعة استقبال الضيوف وغرف تخزين الغلال ومطبخ الطعام وطاحونة الغلال وإسطبل الخيل وبئر مياه.
أما الطابق الأول فيشتمل على المقعد، والقاعتين الكبرى والصغرى للنساء، والحمام. بينما يحتوي الطابق الثاني على قاعة صغيرة، ملحق بها غرفة نوم ذات مستويين بها دورة مياه، ومطبخ صغير.
يعكس المنزل روائع الفنون الإسلامية في العصرين المملوكي والعثماني، والمتمثلة في الأعمال الرخامية والجصية المعشقة بالزجاج الملون، كذلك المشربيات والشبابيك والأسقف الخشبية المزينة بالزخارف النباتية والهندسية بطريقة التذهيب والتلوين.
قامت لجنة حفظ الآثار العربية في أوائل القرن العشرين بترميم المنزل، ثم آلت ملكيته الى وزارة الأوقاف المصرية عام 1361هـ/ 1942م. كما قامت هيئة الآثار المصرية في عام 1410هـ/ 1989م بترميم المنزل مرة أخرى، أثناء العمل بالمشروع عُثر على كنز داخل قِدرين من الفخار تحت عتبة إحدى الحجرات.
بلغ عدد القطع المكتشفة بالكنز 3611 عملة ذهبية، ترجع إلى القرن15 م، ومن بينها 2000 عملة ذهب تم سكها في إيطاليا وأسبانيا والبرتغال والمجر. تم حفظ وعرض تلك العملات الذهبية حاليًا بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وتُعرف باسم (كنز زينب خاتون).