تمتد الدولة القديمة عبر الأسرات من الثالثة إلى السادسة، حيث تعاظمت قوة الملك خلال تلك الفترة. قام الملك زوسر أول ملوك الأسرة الثالثة ببناء هرمه المدرج في سقارة، حيث رغب في بناء مقبرة على شكل مصطبة على نسق أسلافه ملوك الأسرتين الأولى والثانية إلا أن تلك المصاطب ازدادت لتصل إلى نحو خمس مصاطب الواحدة فوق الأخرى لتكون أول هرم مدرج حجري في تاريخ البلاد. ولكن لم يستطع خلفاءه في إتمام أهرامهم ربما بسبب قصر مدة حكمهم.
لا نعرف الكثير عن الملك حوني أول ملوك الأسرة الرابعة، في حين كان ثاني ملوكها سنفرو (2613-2589 ق.م) على قدر من القوة والتقدم، حيث قام وحده ببناء ثلاثة أهرام، أولهم في مدينة ميدوم والذي بدأ كهرم مدرج ثم انتهى كهرم كامل. أما الثاني فبناه في دهشور ويعرف باسم الهرم المنحني أو الهرم المنكسر وكانت أول محاولة لبناء هرم كامل إلا أن بناءه لم يكتمل كما أراد، في حين أن الهرم الثالث والمعروف بالهرم الأحمر بدهشور كان أول هرم كامل في مصر والذي فتح الطريق لبناء الأهرام الكاملة. وقد تحقق ذلك في عهد خليفته الملك خوفو (حوالي 2589 - 2566 ق.م) والذي بنى أكبر هرم ومجموعة هرمية. كان الهرم الأكبر الذي بلغ ارتفاعه الأصلي 146.5 مترًا أطول مبنى في العالم منذ 3800 عام. ولم يكمل ابن خوفو وخليفته ، جدف رع (حوالي 2566 - 2558 ق.م) هرمه في أبو رواش، وخلفه خفرع (حوالي 2555 - 2532 ق.م.) الذي نحت في عهده تمثال أبو الهول العظيم كما بنى هرماً يقارب حجم هرم والده. أما المعبدان المرتبطان بالهرم فكانا أكبر وأكثر تفصيلاً عن معابد سابقيه.
يعتبر هرم منكاورع (2532 - 2503 ق.م ) ابن الملك خفرع مثالاً لبداية هبوط السلطة الملكية. وعلى الرغم من أن هرمه أصغر إلى حد كبير من أسلافه، إلا أن ربعه على الأقل كان مغطى بالجرانيت وهو حجر مجلوب من أسوان وكان من الصعب الحصول عليه ونقله. علاوة على ذلك ، فإن المعابد المجاورة لمعبده أكبر نسبيًا من سابقاتها ، مما يشير إلى تحول في أولويات الملك من مقبرته إلى عبادته التي ستُمارس في هذه المعابد.
نما هذا الاتجاه بشكل أكثر وضوحًا خلال الأسرة الخامسة (حوالي 2449 - 2487 ق.م) والسادسة (حوالي 2345 - 1821 ق.م). فقد أمر آخر ملوك الأسرة الخامسة أوناس بعمل نقوش داخل هرمه في سقارة والمعروفة بنصوص الأهرام، وهي مقدمة لسلسلة شهيرة من النصوص تعرف بكتاب الموتى. وكان الغرض من هذه النصوص هو مساعدة الملك في الوصول بنجاح إلى العالم الآخر والتحول إلى معبود.
بداية من الأسرة السادسة أصبح من الواضح أن سلطة الملك قد تدهورت. بالإضافة إلى عوامل أخرى، كان بحلول نهاية العهد الطويل لملكها الأخير ببي الثاني (حوالي 278-2184 ق.م) ، لم تعد مصر تحت سيطرة الحكومة المركزية.