الإسكندرية
أسس الإسكندر الأكبر المدينة التي تحمل اسمه على ساحل البحر المتوسط في 331 ق.م، على أطلال مدينة مصرية قديمة كانت تسمى 'رع قدت' أو 'راقودة.' وبعد وفاة الاسكندر في بابل عام 323 ق.م تصارع قادة جيشه فيما بينهم من أجل السيطرة على أجزاء امبراطوريته الكبيرة. وكانت مصر من نصيب القائد بطلميوس الأول سوتير (6/ 305-3/ 282 ق.م) والذي أسس دولة تحمل اسمه عرفت باسم دولة البطالمة، وأصبحت الاسكندرية عاصمة لحكم البطالمة وباتت أهم وأكبر مدينة في شرقي البحر المتوسط حتى نهوض القسطنطينية بالقرن الخامس الميلادي.
من أهم المعالم الآثرية التي يمكن رؤيتها في الإسكندرية اليوم هو عمود دقلديانوس الضخم أو عمود السواري (أواخر عام 290 م) والذي يُعرف خطأ باسم عمود بومبي، حيث يقع مباشرة بجوار موقع السيرابيوم وهو المعبد الرئيسي للمعبود سرابيس المعبود الأهم في مصر خلال هذه الفترة. وقد تم تدمير هذا المعبد عندما حظر الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الوثنية في عام 391 م. لسوء الحظ، لم تنج العديد من المعالم الآثرية للإسكندرية من الدمار مثل فنار الإسكندرية العظيم ومكتبة الإسكندرية ومقبرة الإسكندر الأكبر.
من أكثر آثار الإسكندرية الباقية حاليًا هي الجبانات، ومن أكثرها أهمية وإبداعًا هي جبانة أو كتاكومب كوم الشقافة من العصر الروماني بالقرب من السيرابيوم. ويحتوي الكتاكومب على سراديب الموتى على الطراز اليوناني والدفنات الثلاثية ومزار ومنطقة مأدبة كان يتم استخدامها خلال الجنازات. تجمع المناظر والنقوش ما بين المعتقدات والتقاليد الفنية المصرية واليونانية القديمة.
ومن أجمل المواقع الآثرية غير الجنائزية الباقية منطقة كوم الدكة، والتي ترجع آثارها لأواخر العصر الروماني وحتى العصر البيزنطي والتي تتضمن المسرح الروماني وحمام وقاعة محاضرات ومنازل للصفوة والمميزة بزخارف الفسيفساء بالإضافة إلى ورش عمل.
عانت المدينة القديمة كثيرًا حيث كما تعرضت لعدة زلازل كبرى في أواخر العصور القديمة والعصور الوسطى. ومع ذلك، فقد بقي مجد الاسكندرية والعديد من آثارها في ذاكرة وكتابات الرحالة الاغريق والرومان. مؤخرًا، بدأت عمليات الكشف عن الآثار الغارقة في العثور على آثار وتماثيل ضخمة بميناء البطالمة والمقر الملكي الساحلي.